دون بديل.. قرار بإخلاء جمعية أطفال التوحد في اللاذقية يثير صدمة بين الأسر
دون بديل.. قرار بإخلاء جمعية أطفال التوحد في اللاذقية يثير صدمة بين الأسر
تلقت جمعية مرضى أطفال التوحد في محافظة اللاذقية السورية، صباح اليوم الأربعاء، إنذاراً رسمياً بالإخلاء صادراً عن محافظ اللاذقية بناءً على طلب الأمانة العامة للشؤون السياسية. ويقع مقر الجمعية في طابق كان يعود سابقاً لاتحاد شبيبة الثورة قبل أن يسلّم للجمعية قبل أكثر من عشر سنوات ليصبح مركزاً يقدم خدمات مجانية للأطفال المصابين بالتوحد في بيئة تفتقر إلى وجود مراكز مماثلة.
ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان وصل إلى مقر الجمعية في اللاذقية عدد من المسلحين المكلفين من قبل المحافظة وسلموا الإدارة كتاباً رسمياً يطلب إخلاء المبنى بشكل عاجل بحجة حاجة الإدارة السياسية إليه لتدريب كوادر سياسية.
وأفادت المرصد السوري بأن الأشخاص الذين حضروا نقلوا رسالة مباشرة للإدارة مفادها ضرورة إيجاد حل ذاتي دون أي تعويض أو توفير بديل للمركز أو للأهالي الذين يعتمدون على خدماته.
ملاذ لعشرات الأسر
تمثل الجمعية المتنفس الوحيد لعشرات العائلات التي تواجه نقصاً كبيراً في مراكز رعاية أطفال التوحد في محافظة اللاذقية، وجاء قرار الإخلاء ليشكل صدمة كبيرة للأهالي الذين لا يملكون أي خيار آخر حتى الآن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وغياب الدعم المتخصص.
ويطالب ذوو الأطفال عبر المرصد السوري الجهات المختصة بالتدخل العاجل لإلغاء قرار الإخلاء أو توفير مقر بديل يحفظ حق الأطفال المصابين بالتوحد في الحصول على الرعاية والعلاج الضروريين لاستقرارهم وتطورهم.
تفتقر معظم المحافظات السورية إلى مراكز متخصصة تعنى باضطراب التوحد رغم ازدياد الوعي التشخيصي خلال السنوات الأخيرة، ويعتمد كثير من الأهالي على مبادرات أهلية صغيرة أو جمعيات تقوم بتقديم خدمات تأهيلية وتعليمية منخفضة التكلفة مقارنة بالمراكز الخاصة التي تتجاوز تكاليفها قدرة غالبية الأسر.
ويعد فقدان أي مركز يعمل مجاناً أو بتكاليف رمزية خسارة كبيرة للأطفال الذين يحتاجون إلى برامج علاجية مستمرة تشمل التدريب السلوكي والدعم التعليمي والمتابعة الطبية، ما يجعل الاستقرار المؤسسي لهذه المراكز عاملاً أساسياً في تمكين الأسر من مواجهة التحديات اليومية المرتبطة بالاضطراب.











